روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | صفحات الفيس بوك منابر لنشر العنف والتطرف

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > صفحات الفيس بوك منابر لنشر العنف والتطرف


  صفحات الفيس بوك منابر لنشر العنف والتطرف
     عدد مرات المشاهدة: 2568        عدد مرات الإرسال: 0

لم تعد شبكات التواصل الاجتماعي وقفا على تبادل الأخبار وتوطيد العلاقات الإجتماعية، وإنما تحولت من وسيلة لتدعيم الروابط والصداقات الى منابر لنشر العنف والتطرف والفكر التكفيري وبث الشائعات المغرضة.

فما هو دور المؤسسات الدينية في الرد على الفتاوى التكفيرية على صفحات التواصل؟ وهل يمكن غلق هذه الصفحات، إم اننا بحاجة إلى سن قانون لمعاقبة المخالفين، أم أن مثل هذا الإجراء يمثل إنتهاكا للدستور وتقييدا الحريات.

علماء الدين يؤكدون ان الدين الإسلامي هو دين الحضارة، ويطالبون بتطبيق القاعدة الفقهية التي نصت على أن -درء المفاسد مقدم على جلب المصالح- كما طالبوا بتقديم النصح والإرشاد لهم، وإن لم يستجيبوا فوجب عقابهم، كما أشاروا إلى أن هذه الشبكات هي مجال للتنفيث وإخراج طاقة الشباب بما يخدم مصالح الوطن، وتقديم الأفكار البناءة عبر هذه الشبكات.

ويقول الدكتور شوقي عبدالكريم، مفتي الجمهورية، إن دار الإفتاء حريصة على أن تكون حاضرة في كافة القضايا التي تهم المسلمين، وإظهار الأحكام الشرعية للناس في القضايا والظواهر الإجتماعية التي تجد وتستحدث في المجتمع من حين لآخر، وخصوصا علي صفحات التواصل الإجتماعي وتوتير والفيس بوك.

واضاف: أنه فى الفترة الأخيرة رصدنا بعض الظواهر السلبية في المجتمع وخرجت بعض الفتاوى التي حاولنا من خلالها القضاء على تلك السلبيات ومنها فتاوى مواجهة السلوكيات الخاطئة في المجتمع إضافة إلى الفتاوى التي تنهى عن العنف وسفك الدماء إضافة إلى التصدي لفتاوى التكفير والتفسيق وغيرها والتي من شأنها أن تحدث بلبلة بين المسلمين وتكون عواقبها وخيمة، موضحاً أن مرصد دار الإفتاء يعمل علي مدار 24 ساعة لرصد تلك الفتاوى والرد عليها بصورة منضبطة بالإضافة إلى أن الدار تحاول من خلال إداراتها التواصل مع الأمة في تقديم الرأي والمشورة لحسم بعض المسائل الخلافية والجدلية التي تظهر على الساحة الإسلامية، وتنشر هذه الآراء من خلال كتيبات توزع مجانًا على المسلمين لتوعية المسلمين بأحكام دينهم وعباداتهم في كافة المواسم والمناسبات.

وطالب مفتي الجمهورية، بإيجاد آليات تحدد من يستخدمون وسائل الاتصال بصورة سيئة ومعاقبتهم والأمر الآخر يتمثل في العمل الدءوب على تصحيح المفاهيم الفاسدة التي تخلفها تلك الفتاوى الشاذة والغريبة على مجتمعاتنا وعلى روح الإسلام الوسطي الذي اتخذه الأزهر منهاجا له، فالمؤسسة الأزهرية هي عنوان للوسطية الإسلامية التي تسع وتحتوي الجميع، وستظل بفضل الله عز وجل مرتكزًا لكل دعوات الخير، وقيادة لا أقول روحيةً فقط، وإنما قيادة فكرية قادرة على ضبْط إيقاع المجتمع إذا ظهر فيه النشاز في أي صورة من الصور.

¤ الإسلام دين حضارة:

من جانبه يقول الدكتور سعيد عامر، أمين عام اللجنة العليا للدعوة الإسلامية، إن الإسلام العظيم دين العلم والرقي والحضارة، ولا يعارض ولا يمانع من التقنيات الحديثة، والتقدم العلمي، لكنه يضع لكل شئ ضوابط، حتى لا يكون هناك مفسدة من خلال هذا التقدم العلمي، ومن ذلك شبكات التواصل، هي في الأصل نعمة من الله وفضل، ومن باب قوله: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم} [فصلت:53]، ومن هذا المنطلق يعبر الشباب عن آرائهم، وعما في نفوسهم وقلوبهم، وهذا أمر ممدوح ومطلوب، لكن في الإطار الشرعي، بعيداً عن التجريح والسخرية، والهمز واللمز، وبعيداً عما حرم الله عز وجل من علاقات، بين الشباب والفتيات، فإذا أحسنا إستخدام النعمة، وكانت فيما جاءت من أجله إصلاح العباد والبلاد زادنا الله نعما حيث يقول تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم} أما إذا أسيئ إستخدام النعمة، ولم نشكر الله عليها، بعدم إستخدامها فيما جاءت من أجله، كان هذا كفر بالنعمة، قال تعالى: {ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} [إبراهيم:7] فالرجاء من جميع من يستخدمون هذه الوسائل الحديثة أن يراقبوا الله عز جل، في أقوالهم وأفعالهم، وأن يحسنوا إستخدام النعمة، في الخير والنفع لأنفسهم ولمجتمعهم ووطنهم.

واضاف: أما من ناحية غلق هذه المواقع، فإن زاد فسادها وظهر طغيانها فالقاعدة الفقهية أن ترك المفسدة مقدم على جلب المصلحة، لكن هذا لا يكون إلا بعد مراحل الإصلاح والتهذيب والتقويم.

¤ غلق الصفحات:

وفي السياق ذاته أكد الدكتور عبد الفتاح إدريس، الأستاذ بجامعة الأزهر، إن فكرة غلق أو إلغاء صفحات التواصل الإجتماعي أمر صعب، خصوصا ونحن ننادي بالحرية ولكن يجب علي الوالي أو المسئولين فيها إيجاد آلية أو قانون يعاقب من يسئ إستخدام صفحات التواصل الإجتماعي سواء فيس بوك أو توتير أو ما شابه ذلك سواء من خلال الدخول علي الصفحات وإلغاء العبارات المسيئة أو تطوير أداءها بحيث يمكن معرفة من أساء الإستخدام وذلك من خلال هيئة تكون مسئولة عن ذلك للحد من نشر الفكر الهدام والتخريبي الذي كثر في الآونة الأخيرة بصورة فجة لا مثيل لها خصوصا مع تطور وسائل الإتصال وعدم معرفة أصحاب العبارات أو الأفكار الهدامة لأنهم عاده يدخلون بأسماء وهمية، وطالب الدولة بضرورة إتخاذ الإجراءات والقوانين المناسبة لمعاقبه كل من يحاول نشر الفكر الهدام والتخريبي الذي من شأنه زعزعه أمن واستقرار الوطن، وناشد الشباب والأطفال وكل من يستخدمون هذه الصفحات إستخدامها فيما فيه مصالح العباد والوطن.

¤ سن قانون:

ويطالب الدكتور رمضان عبدالعزيز عطاالله، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، المؤسسات العلمية وعلماء الأزهر بالرد على هذه الفتاوى التكفيرية، ورصد هذه المواقع وإعداد قائمة بها، وتزويد الدعاة بها للرد على هذه الأفكار الهدامة، وإنشاء موقع بإسم الأزهر للدفاع عن الإسلام والتصدي لحملات المشككين، كما طالب بطباعة ونشر هذه الفتاوى التكفيرية الواردة على شبكات التواصل في كتب خاصة تحمل إسم الأزهر ودوره في الرد على ما جاء عبر هذه الشبكات، وإعداد جيل من أبناء الأزهر لديه القدرة على الدخول والتعامل مع هذه المواقع والاستفادة منها في تطوير الأداء وإنتقاء المعلومة ومعرفة الصحيح من الروايات والضعيف منها، والتوعية المستمرة لأولياء الأمور عن مدى خطورة مواقع التواصل وأثرها السلبي على الأولاد وكيفية توجيههم نحو الإستخدام الأمثل لها والإستفادة منها.

تحقيق: حسنى كمال وإبراهيم عمران.

المصدر: جريدة الأهراه اليومي.